أين "الفتى الذهبي" أحمد دادا

خسر المنتخب الوطني وأندية الإمارات جهود الكثير من اللاعبين الذين سطع نجمهم مبكرا ثم اختفوا لأسباب مختلفة، ومن ابرز هؤلاء لاعب قيل قبل ست سنوات إنه " ابرز نجم قادم في الإمارات" ولقب بـ"الفتى الذهبي"، ثم ما لبث ان توارى عن الانظار لسنوات حتى لم يعد يذكر إلا قليلا، والامر يتعلق بلاعب الجزيرة والمنتخب الوطني سابقا، والمدافع حاليا عن قميص بني ياس أحمد دادا.
تألق دادا بشكل لافت قبل سنوات مع الجزيرة، وامتاز بالمهارة والسرعة وكان يجيد اللعب على الاطراف، وسجل اهدافا جميلة، كما كان له دوره المؤثر في منتخبات الامارات السنية، بل استدعاه مدرب المنتخب الوطني الراحل برونو ميتسو قبل انطلاق كأس آسيا 2007 التي نظمت بالصين، ولم يكمل وقتها الـ19 ربيعا.
واليوم دادا في الخامسة والعشرين من عمره، وظل في الظل مع الجزيرة طوال السنوات الماضية، وفي الصيف الماضي انتقل إلى بني ياس، ومع الأخير لا يكاد يذكر.
وعلى الرغم من ان اللاعب عانى من الاصابة في فترات سابقة لكن ما حصل معه اصاب بعض اللاعبين الآخرين كزميله سابقا في الجزيرة احمد جمعة ، وكذلك لاعب الوحدة محمد الشحي، والذين كانوا في وقت ما افضل لاعبي المنتخب من الشباب.
اعتاد هؤلاء الشباب التألق باستمرار مع فرقهم، لكن تركيز الاضواء مبكرا وبقوة على بعض اللاعبين الصغار في السن يفقدهم البريق والقدرة على الاستمرار في العطاء بل زيادته والوصول إلى مستوى النضج، وهذا الامر يهدد ايضا افضل لاعب اماراتي حاليا، عمر عبدالرحمن، الذي وان كانت الاصابة غيبته اخيرا عن العين، إلا ان من يتابع عموري منذ بداية الموسم ويقارنه بما كان يقدمه اللاعب قبل ذلك، يجد فرقا كبيرا في المستوى والقتالية والمهارة والتعطش للتسجيل والتلاعب المدافعين.
وهنا يكمن دور التهيئة النفسية في إعداد اللاعبين وإيصال معنى الاحتراف الحقيقي إليهم والقائم على التزام دائم ومتواصل بدون كلل ولا ملل.
وفي المقابل استطاع لاعبون آخرون ان يتجاوزوا هذا الحاجز النفسي الصعب ولا يلتفتون إلى "اضواء" النجومية ويواصلون المسيرة بكل تألق مثل اسماعيل مطر، الذي ورغم أنه اختير افضل لاعب في مونديال الشباب 2003 الذي نظم في الامارات، لكن عزيمته ومهارته والتزامه زاد واستمر بعد ذلك، فساهم بشكل كبير في الفوز بلقبين في كأس الخليج 18 و22، كما أحرز ألقابا مهمة مع ناديه الوحدة.