فيدرر يستعين بسلاح الهجوم الخاطف وينتظر النجاح في ويمبلدون
أحيانا تبدأ بعض الأمور بمزحة لكنها ربما تتحول بعد ذلك إلى ما يرقى لمستوى الإنجاز والتميز.
ففي صيف 2015، وبناء على اقتراح من المدرب سيفيرين لوثي، أطلق روجر فيدرر سلاحا أسماه (سابر) وهي اختصار لكلمات بالإنجليزية تعني "الهجوم الخاطف من روجر".
ويمكن اختصار هذا الأسلوب في تقدم فيدرر أثناء ضربة إرسال المنافس ليرد الكرة ساقطة بجوار الشبكة ويحسم النقطة سريعا.
ومنح هذا الأمر فيدرر قوة إضافية وأثار الشكوك في نفوس المنافسين بخصوص عما إذا كان اللاعب السويسري سينتهج هذا الأسلوب خلال سير اللقاء ومتى سينفذ ذلك.
لكن يبدو أن هذا السلاح كان بمثابة الدافع لفيدرر كي يطور مستواه في الضربات الخلفية التي كان لها دور كبير في فوزه ببطولة استراليا المفتوحة في بداية العام الجاري ويتوقع أيضا أن يكون له اثر على أدائه في ويمبلدون.
وفاجأ فيدرر (35 عاما) عالم التنس بعد ستة أشهر من خضوعه لجراحة في الركبة وتوج باللقب في ملبورن لكن أكثر ما جذب الأنظار هو النهج الهجومي للاعب المخضرم باستخدام الضربات الخلفية القوية خاصة في المباراة النهائية أمام رفائيل نادال.
وقال نادال لمجموعة صغيرة من الصحفيين في مونت كارلو في الشهر الماضي "روجر فعل شيئا لا يصدق وأعتقد بالفعل أن ضربته الخلفية باتت رائعة جدا الآن".
وأضاف "لكن في رأيي رد ضربات الإرسال من أبرز نقاط تطوره".
ويعتقد كريج أوشانيسي، المحلل الفني لمنافسات رابطة اللاعبين المحترفين، أن الضربات الخلفية القصيرة لفيدرر في أسلوب الهجوم الخاطف طورت كثيرا من أداء اللاعب في الضربات الخلفية بصفة عامة وفي رد ضربات الإرسال بضربات خلفية قوية.
وقال أوشانيسي لرويترز "في الهجوم الخاطف لفيدرر تكون الكرة ساقطة وقصيرة جدا لكن في رده ضربات الإرسال (العادية) فإنه يجعل الكرة تأتي إليه ويكون الرد بضربة مشابهة قصيرة جدا وقوية للغاية".
وأضاف "مدى دقة الضربة الخلفية كانت تضع روجر في مشكلة. الآن تطور هذا الأمر دون التقليل من سرعة الكرة. إنه يرد الكرة بشكل رائع ويقابلها بشكل مبكر بعض الشيء حتى يملك المزيد من الوقت في التعامل مع الأمر".
وعلى مدار فترات طويلة كان صراع فيدرر مع غريمه نادال يتأثر بإمكانيات اللاعب الإسباني الكبيرة، خاصة على الأراضي الرملية، في التركيز في الهجوم على الضربة الخلفية لفيدرر ليجبره على إعادة الكرة بصورة غير متقنة ويضعه في موقف دفاعي.
لكن في نهائي ملبورن لم يكن فيدرر يفعل ذلك بل كان يوجه ضربة خلفية قوية تلو الأخرى وسجل 14 نقطة منها ثماني نقاط في المجموعة الحاسمة ليعزز رقمه القياسي ويحرز لقبه 18 في منافسات الفردي بالبطولات الأربع الكبرى.
وفي بطولة استراليا المفتوحة 2017 سجل فيدرر 76 نقطة من ضربات خلفية في سبع مباريات مقابل 37 فقط في 2016.
ونجح فيدرر في 80 بالمئة من ضرباته الخلفية عند الرد على إرسال المنافسين بينما بلغت نسبة ضرباته الأمامية الناجحة لرد الإرسال 72 بالمئة وهما معا يمثلان، على مدار فترة طويلة، نقطة القوة للاعب السويسري إضافة أيضا إلى ضربات إرساله القوية.
ورغم أن استخدام مضرب بمقبض أكبر ساعد فيدرر بدون شك في ثبات ودقة الضربات قال اللاعب المخضرم إن المران والثقة من أهم الأمور التي منحته دفعة في هذا الجانب أيضا.
وقال فيدرر لرابطة لاعبي التنس "أعتقد أن ذلك (ساعدني) كثيرا لأنه شيء مؤثر ويمكنني الاعتماد عليه. أعتقد أني اكتسبت ثقة من المران كثيرا في نهاية العام الماضي ثم في المباريات ونجحت في تنفيذ الضربات الخلفية بشكل أفضل من السابق".
وأضاف "أتحسن في جانب رد الإرسال بضربات خلفية وهو ما يجعلني أبدأ النقطة بأسلوب هجومي أكبر ويبدو أن ذلك يسير بشكل جيد حتى الآن".
وقال أوشانيسي إن أسلوب فيدرر الجديد في رد الإرسال ساعده بشكل مثالي أيضا عند استخدام الضربات الخلفية في التبادلات الطويلة للكرة مع المنافس.
وقال أوشانيسي "عندما ينتهج المرء هذه الاستراتيجية تصبح الأمور أفضل وأسهل كما أن المران طوال الوقت على ذلك الأمر يجعله يتحسن".
وأضاف "لقد حصد (فيدرر) نتائج فورية من ذلك. يتم حسم النقاط في فترات أقصر وما حدث بعد ذلك هو أنه أصبح يملك إحساس الضربات الخلفية عند رد الإرسال وبات يستخدم ذلك ببساطة عن طريق تطبيق الأسلوب ذاته في التبادلات الطويلة".