مشجع "الجبنة" سفير ناجح لبلده
لفت مشجعون سويسريون الانتباه وسرقوا عدسات الكاميرات على المدرجات عندما شجعوا منتخب بلادهم في مونديال البرازيل 2014 بطريقة مبتكرة واضعين على رؤوسهم مجسمات لأقراص الجبنة التي تشتهر سويسرا في صنعها حتى أصبحت رمزا للبلاد.
وتعكس صورة المشجعين السويسريين مدى عمق الثقافة التي يمتلكونها دون بقية الجماهير الحاضرة للمونديال، إذ ابتعدوا عن اللباس الخادش للحياء كما فعلت فتيات بعض الدول على المدرجات وفي الساحات الخارجية للملاعب وهو ما كشفت عنه الصور الواردة من وكالات الأنباء التي تغطي الحدث التاريخي مرة واحدة كل اربعة أعوام لكنها تصدمنا بمشاهد يتعذر نشرها!.
وروج مشجعو سويسرا لبلدهم بأفضل الطرق وعرفوا بقية الجماهير العالمية بالمنتج الذي تشتهر به أرضهم، ولما لا؟ فقد تستضيف سويسرا كأس العالم في يوم من الأيام وتستخدم "الجبنة" تعويذة للمونديال.
المشهد السويسري جدير بالاحترام وعلى المشجعين العرب عامة أن يتعظوا من نظرائهم السويسريين باستخدام طرق مبتكرة لدى حضورهم الى المدرجات بدلا من المؤازرة التقليدية التي ترتكز على أجهزة تضخيم الصوت التي تنفر الكثيرين عن متابعة المباريات من داخل الملعب!.
ولعل الجمهور الخليجي بدأ يتطور في كيفية التشجيع وجذب الأنظار ولاسيما في السعودية التي يرسم فيها المشجعون لوحات جماعية تحمل رسالة أو معلومة تاريخية عن ناديهم وهذا ما لمسه المراقبون في الدوري السعودي من ناديين عملاقين بقامة الهلال والنصر بالألوان الزرقاء والصفراء على شاكلة لوحات الجماهير العاشقة لبرشلونة وريال مدريد ويوفنتوس وغيرها من الأندية الكبيرة.
المشجع لم يعد دوره مقتصرا على تحفيز اللاعبين في الملعب وإنما بعكس صورة حضارية عن بلده والقميص الذي يدافع عنه بصفته اللاعب رقم 12 وفاكهة الرياضة، وعليه أن يتصرف بوعي وثقافة بعيدا عن السب والشتم والشغب وينبذ كل عوامل الخروج عن الروح الرياضية.
ومن الجماهير المثقفة في المونديال، أنصار المنتخب الياباني الذين نقلت وسائل الإعلام هناك صورا لمشجعين يقومون بتنظيف أماكن جلوسهم في الملعب عقب انتهاء مباريات الساموراي وقبل مغادرة المدرجات وسط دهشة أنصار المنتخبات الأخرى، فهل يتعظ المشجعون العرب ونحن نتابع كمية هائلة من الفضلات وبقايا الشماريخ التي يشعلونها ويتركونها خلفهم على المدرج؟!.
من محمد الحتو