بعد المدربين والإداريين.. "التفنيشات" وصلت روابط المشجعين في الدوري الإماراتي
بدأ الخوف يتسلل إلى قلوب رؤساء روابط المشجعين في أندية دوري الخليج العربي لكرة القدم بعدما وصلت "التفنيشات" إليهم أخيرا، فكان الضحية الأبرز كبير مناصري نادي الوحدة فهد المنصوري الشهير ب"فالودة" وتبعه رئيس مشجعي نادي بني ياس احمد السعدي، فالأول فاجأ "أصحاب السعادة" بمؤازرة الشارقة خلال لقاءه مع جاره الشعب تاركا فريقه يقاتل في ملعب آخر، أما الثاني فقد أقيل من منصبه دون أسباب، على حد قوله.
ويخشى مشجعون في الدوري الإماراتي على مقاعدهم القيادية في المدرجات ولجأ بعضهم للدفاع عن نفسه عبر تصريحات مبطنة خشية المصير ذاته الذي أصاب فالودة والسعدي خصوصا أن موضة "التفنيشات" في دورينا تحولت لتشمل المشجعين بعدما كانت مقتصرة على المدربين والإداريين خلال السنوات الماضية.
ويقول عميد المنتخب الوطني ونادي الشارقة خالد حرية إن "زمن الولاء وانتماء رؤساء روابط المشجعين لأنديتهم قد ولى، وبات المال سيد الموقف وجهاز السيطرة الذي يتحكم في ميول المشجعين وخصوصا أولئك مدفوعي الأجر"، في الوقت الذي نأى بنفسه عن تقاضي أموالا مقابل التشجيع!.
وأوضح حرية أنه "لم يتقاض درهما واحدا من نادي الشارقة طوال 30 سنة وشجع الملك بوجدانه"، في الوقت الذي شكك فيه بانتماء عدد كبير من رؤساء روابط المشجعين لأنديتهم.
وتعتمد الكثير من الأندية على روابط مشجعيها وتمنحهم أموالا لتوزيعها على الأطفال والطلبة الذين يتم شراء أصواتهم وجلبهم إلى المدرجات مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 50 درهما دون أن يخفق قلبهم الصغير لاسم النادي أو يرتبط به وجدانيا، فبعضهم يرفع لافتة حمراء أو بيضاء أو زرقاء ولكنه في الحقيقة يهوى البنفسجي أو الأصفر!.
نتساءل، لماذا لا تبحث الأندية عن خطوات فاعلة لتوسيع قواعدها الجماهيرية بدلا من الاعتماد على مشجعين مأجورين، السواد الأعظم منهم لا ينبض قلبه للنادي؟ وكيف لرئيس رابطة تشجيع أن يترك فريقه دون مساندة ويتجه لملعب آخر لمؤازرة فريقا آخر؟ وأخيرا، هل رئيس الرابطة الحقيقي ما زال موجودا في دورينا؟.
بات واجبا على الاندية إيجاد صيغة عمل وتنسيق مع ورؤساء روابط المشجعين، بعيدا عن لغة المال والتحول للاعتماد على المشجعين المخلصين الذين لا يتوقفون عن المؤازرة ويهتفون بروح رياضية لفرقهم في السراء والضراء، لأن 100 مشجع صادق مع ناديه خير من 3 آلاف يؤازرون بدافع الحصول على الدراهم!.
المنظومة الكروية تسير عكس التيار "جماهيريا" واصبح المشجع بمثابة العمود الفقري للعبة فهو معرض للإقالة مثل المدرب والاداري، حتى ان دوره تجاوز كل الحدود وبات يتسبب في إيقاف المدربين كما فعل مشجع عيناوي بمدرب الأهلي الروماني أولاريو كوزمين!.
أين يكمن دور رئيس رابطة المشجعين؟ وأين الأفكار الخلاقة التي يقدمها لناديه لتعزيز الحضور الجماهيري في الدوري؟ لا سيما ان اغلبهم يتقاضى راتبا شهريا يتجاوز 7 آلاف درهم شهريا فضلا عن حصوله على ألف أخرى عن كل مباراة! وفي المقابل يتغيب عن بعض المباريات أو تجده على مدرجات ناد آخر!.