الدوري | الإمارات

تحكيمنا والحاج متولي

 

بقدر ما استمتعت بحضوري الدورة الثامنة من مؤتمر دبي الرياضي، وتعلمت من متحدثيه الأفاضل، أعترف بأن التواجد فيه كان تحديا عصيبا لقدرتي على ضبط مشاعري.

فجاهدت لئلا أجهش بالبكاء لما رأيت تشافي وريبيري يتبوءان مقعديهما على المسرح، وغالبت دمعي لما أسهب آيان راش عن عشقه لليفربول، ولكني لم أستطع إلا أن انتحب بأسىً عندما حاضر الحكم المعتزل ماسيمو بوساكا عن ضرورة تجديد مهنته.

لقد ردد بوساكا خزعبلاتٍ غير مفهومةٍ عن كون التحكيم لم يعد هوايةً، مما يوجب على الحكّام-والعياذ بالله-مواكبة الاحترافية المتوقعة من اللاعبين، والتي بدونها لا تُحقق الانجازات والبطولات.

وطالب في هرطقاته المستهجنة قضاة الملاعب ألا يدخلوا المباراة كالروبوتات التي لا همّ لها سوى اتخاذ القرارات وإشهار قوس قزحٍ من البطاقات، بل عليهم-والعياذ بالله-أن يظهروا شخصياتهم ويطوروا مهاراتهم في التواصل.

وشدد هذا المبتدع على وجوب أن يستعد الحكّام -والعياذ بالله- تماما كما يستعد اللاعبون ليتمكنّوا من قراءة المباريات، فعليهم أن يفهموا الفريقين، والعقلية التي يدخلان بها اللقاء، والإمكانات التي يتمتعان بها.

بل وشجّع في طلاسمه المبهمة أن يلمّ الحكّام -والعياذ بالله- بطرق اللعب والتقنيات المتبّعة، فإن اتبع فريقٌ التيكي تاكا-مثلا- على الحكم أن يتحضّر ذهنيا وبدنيا للهجمات المرتدة من الخصم، فلا يراقب حركة الكرة فحسب، بل ويتكهن بخطوتها القادمة.

وحينها تمنيت لو واتتني الجرأة لأقف بين الحضور وأصرخ: "كفى بربك، فقد أعللت قلوبنا".

قد لا يفهم بوساكا مصدر الأشجان التي هيّجتها كلماته في ذاكرتي، ولكني من عالمٍ كرويٍ مجدبٍ لم تُبذر فيه مثل هذه الكماليات والرفاهية.

فليعلم هذا الافرنجي بأن أقرب مسافةٍ دناها تحكيمنا من التحضير للمباريات كان حينما تسرّع أحد حكّامنا فطرد لاعبا من نهائي كأس رئيس الدولة، ولما سُئل لاحقا عن سبب اتخاذه لمثل هذا القرار القاسي، برر فعلته الشنيعة بأنه "تم تحذيره" من هذا اللاعب على وجه الخصوص!

وليعلم ضيفنا العزيز بأن أدق مرادفٍ يعرفه تحكيمنا لإبراز الشخصية في الملعب كان عندما صرخ أحد حكامنا على لاعبٍ أجنبيٍ آمرا إياه بأن يصمت، وكأن المشاهد الذي لم يسمع أصداء الكلمة لن يتمكّن من قراءة حركة شفاهه.

الأمثلة كثيرةٌ تقصر عن حصرها الصفحات والمقالات وصحتي النفسية، ولكني أؤمن بأن المؤتمر لم ينعقد لتقريع أي مقصّرٍ بقدر ما نوى الارتقاء به وترقيع عيوبه.

في بلدٍ لم يذق ممارسو اللعبة فيه طعم الإحتراف إلا بالأعوام الخمسة الأخيرة، قد يرى البعض في وصايا بوساكا ما يستلزم عصا موسى وخاتم سليمان، ولكن باستطاعتنا أن نبدأ بقفزةٍ صغيرة.

حبذا لو تحوّل هدف تحكيمنا من المرور بسلامٍ تحت رادار الانتقاد إلى جذب أنظار الإشادة، فلا يجعل شغله الشاغل إدارة اللقاء بدون التسبب بأي كوارثٍ، بل يطمح إلى التألق...كما يسعى لذلك اللاعب المحترف.

ولتقريب الصورة من القارئ، فإن ما يود بوساكا قوله هو أن تحكيمنا بحاجةٍ إلى الحاج متولي: رجلٌ يدرك بأنه لا يستطيع اسعاد كافة الأطراف المشاركة، ولكنه يريدهن أن يجتمعن حول قهوتهن المسائية ليعترفن بأنه لم يقصر في حق أيٍ منهن.

# دبي الرياضية  

أهم الأخبار

ليفربول يتوج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة 20 في تاريخه
الشارقة يهدر نقطتين ثمينتين بتعادله مع الجزيرة
روديجر يعتذر بعد غضبه ضد حكم مباراة ريال مدريد وبرشلونة
روما يُسقِط إنتر في معقله ويمهد طريق الصدارة أمام نابولي
أنشيلوتي: علينا مواصلة المنافسة على لقب الدوري الإسباني

المزيد من الأخبار

برشلونة يكرس تفوقه على ريال مدريد ويتوج بكأس الملك
برشلونة يسعى للتتويج وريال مدريد لإنقاذ الموسم في نهائي كأس ملك إسبانيا
جوارديولا: الموسم سيئ حتى لو تأهلنا إلى دوري الأبطال
العروبة يهبط إلى دوري الدرجة الأولى
الشارقة يكتسح عجمان برباعية في دوري أدنوك للمحترفين
مبابي يستعد للعودة إلى الملاعب لمواجهة برشلونة في نهائي كأس الملك

أخبار منوعة

أنشيلوتي غير قلق بشأن التكهنات حول مستقبله مع ريال مدريد
ريال مدريد يفوز بشق الأنفس على آلافيس ويواصل مطاردة برشلونة
ليفربول على بعد فوزين للتتويج بلقب الدوري