تقرير.. لماذا فاز طاهر وكيف خسر المعلم
لم يكن فوز محمود طاهر برئاسة الأهلي المصري مفاجأة للكثيرين، فقد كانت المؤشرات تشير إلى تقدمه على ابراهيم المعلم، ولكن المفاجأة كانت في الطريقة التي فاز بها طاهر وفارق الأصوات الكبير.
العديد من الأسباب أدت إلى خروج الانتخابات بتلك الصورة ، ونجاح جبهة محمود طاهر بأكملها رغم ثقل ابراهيم المعلم، وتاريخه ودعمه من عدد كبير من رموز الأهلي على رأسهم الثنائي حسن حمدي ومحمود الخطيب بجانب احمد شوبير وتيسير الهواري وغيرهم.
تجهيزات طاهر
وضح منذ بداية الانتخابات ان محمود طاهر وقائمته استعدوا للانتخابات بشكل مسبق عن المعلم فمنذ اليوم الأول وتتحرك قائمة طاهر بشكل كامل حيث حضروا إلى مقر النادي وتقدموا بأوراق الترشيح بشكل جماعي، بينما لم تكتمل قائمة المعلم إلا بعد أيام من الترشيح حيث وضح انه لم يكن قد وصل للتشكيل النهائي للقائمة وهو ما أدى إلى تأخر الجبهة في القيام بالدعاية الإنتخابية اللازمة.
حرب الإشاعات
تعرض ابراهيم المعلم لحملة شرسة من الشائعات قبل الانتخابات كان أبرزها انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما أثر بشكل كبير على توجيه أصوات بعض الناخبين، ورغم نفي المعلم لهذا الأمر مؤكداً انه ليس لديه أي انتماء سياسي وأنه لن يسمح بإقحام السياسة في إدارة الأهلي إلا ان زيادة الشائعات حوله أثر بشكل كبير على العملية الانتخابية.
إرث حمدي الثقيل
ورث ابراهيم المعلم صراعات لم يكن طرفاً فيها بتأييد حسن حمدي له حيث ايدت جبهة المعارضة بأكملها قائمة محمود طاهر "ليس حباً في علي ولكن كرهاً في معاوية" فقد دخل حمدي في صراعات كثيرة مع عدد من رموز الأهلي ابزهم وزيري الرياضة السابقين العامري فاروق وطاهر ابوزيد فكانا من أكبر الداعمين لطاهر.
كما ان أزمة عمال الأهلي وعدم حصولهم على رواتبهم منذ فترة كبيرة جعلهم يعتقدون ان التغيير مطلوب، وشكلوا قوة دعائية لطاهر بحكم تواجدهم اليومي داخل الأهلي وهو ما وضح أثناء فترة الدعاية الانتخابية.
أزمة حسن حمدي
جاءت حبس حسن حمدي رئيس النادي الأهلي على ذمة قضية تخص الفساد في مؤسسة الأهرام الصحفية وقبل ايام من الانتخابات ليوجه ضربة قوية لقائمة المعلم على الرغم من ان أزمة حمدي لا تخص الأهلي، والتهم الموجهة له خارج النادي، ولكن توقيت قرار الحبس كان له تأثيراً كبيراً على قائمة المعلم خاصة وان حمدي أكبر الداعمين له.
تكتل نجوم الكرة
مال أغلب نجوم الأهلي القدامى والجدد لتأييد محمود طاهر في الانتخابات خاصة المختلفين مع مجلس حسن حمدي سواء من المدربين الكبار الذين اتهموا حمدي بإقصائهم من النادي وعدم إسناد أي مهام لهم.
كما شكل حفل الأهلي الأكثر تتويجاً عاملاً مساهماً على زيادة غضب عدد من نجوم الكرة لمجلس حمدي خاصة بعد تجاهل عدد كبير جداً من نجوم الكرة الذين شاركوا في بطولات الأهلي حيث اتهم المجلس السابق أنه قام بتكريم الموالين له فقط، فقام كل من لم يدعى لحفل التكريم بإعلان تأييده المطلق لمحمود طاهر.
تراجع الخدمات الإنشائية
حقق الأهلي طفرة رياضية غير مسبوقة في عهد مجلس حسن حمدي، ولكن لم يكن عدد كبير من الأعضاء راضٍ عن أداء المجلس السابق فيما يخص الخدمات الإنشائية والاجتماعية للأعضاء داخل النادي.
فكانت الشكوى دائمة من تراجع تلك الخدمات وخاصة في فرع النادي بمدينة نصر الذي أيد محمود طاهر بأغلبية كاسحة أملاً في التغيير، بينما اعتبروا ابراهيم المعلم سيكمل نفس أسلوب حسن حمدي
تغطية اعلامية
كان للتغطية الإعلامية تأثير كبير في توجيه بوصلة الناخبين لتأييد محمود طاهر، فمثل امتلاك ابراهيم المعلم لصحيفة يومية خاصة وموقعاً إلكترونياً في توجيه بوصلة الصحف الأخرى المنافسة لصحيفته لدعم محمود طاهر وهو ما وضح بشكل كبير في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات، وهو ما أثر على حيادية التغطية الإعلامية بشكل لا شك فيه.
من محمد البنهاوي