ثلاثة أسبابٍ لتفوّق الرجاء على أتليتيكو مينيرو
فجّر الرجاء البيضاوي الأربعاء المفاجأة عندما تمكّن من هزيمة خصمه أتيليتكو مينيرو البرازيلي بنتيجة 3-1 في نصف نهائي كأس العالم للأندية، ليخطف بطاقة التأهل وبجدارةٍ إلى النهائي لملاقاة العملاق البافاري، بايرن ميونخ.
وهناك ثلاثة أسبابٍ وقفت وراء تحقيق الرجاء لهذا الإنجاز الذي يُحسب للكرة المغربية والعربية:
1- استغلال سوء التمريرات البرازيلية
اتضح منذ بداية المباراة بأن لاعبي أتيليتكو مينيرو يواصلون ارتكاب الأخطاء عند تمرير الكرة إلى بعضهم بعضا، فكثيرا ما تكون التمريرات إما عشوائيةً أو ضعيفةً فيقطعها الرجاء ويستغلها.
وما زاد من الطين بلة، أن القتالية على الكرة غابت عن لاعبي مينيرو مما جعل تمريراتهم صيدا سهلا للرجاء، لا سيما في نصف الميدان حيث تألق أكوكو وعصام الراقي محسن متولي.
وتجلّى ذكاء الرجاء في استغلال سوء التمريرات البرازيلية في الشوط الثاني حين أتى الهدف الأول والثالث بهجماتٍ مرتدة تعود في أصلها إلى كراتٍ أساء لاعبو الخصم تمريرها.
ففي لقطة الهدف الأول، نشأت هجمة الفريق البيضاوي لما قام أحد لاعبي مينيرو بإعادة الكرة برأسه إلى الخلف على أمل أن يلتقطها أحد زملائه المتواجدين على الأطراف، لكنه لعبها بدون عنوان لتجد طريقها إلى محسن ياجور الذي بدأ هجمة مرتدة أسفرت عن الهدف الأول للفريق المغربي.
2- قوة الدفاع البيضاوي
وقفت دفاعات فوزي البنزرتي المدير الفني للرجاء، سدا منيعا في وجه الضيف البرازيلي، والذي لم يجد ثغرةً ينفذ منها إلى مرمى العسكري فلجأ في أغلب أوقات المباراة إلى الاحتفاظ بالكرة وتبادل التمريرات القصيرة في وسط الميدان على أمل إنهاك لاعبي الرجاء أو إفقادهم تركيزهم.
فعلى الأطراف، قدم الهاشمي والكروشي أداءً منضبطاً حيث كانا نديّن على المستوى الفني والبدني لأجنحة مينيرو والتي غالبا ما مثّلها تارديلي على الجبهة اليمنى، وفرناندينيو على الجبهة اليسرى، وشوهد الظهيرين في لقطاتٍ عدة وهما يساندان بالمعلم وأولحاج في إيقاف خطورة أي لاعبٍ برازيليٍ أمام المرمى، سواءٌ أكان جو الذي كان الأكثر تقدما، أم فرناندينيو الذي كان يلعب خلفه، مما جعل التوغل من العمق حلما بعيد المنال لمينيرو وإن حاول تارديللي وجوزيه تحقيقه.
وكان أبرز ما نجح فيه لاعبي الرجاء هو إفشال مشروع رونالدينيو في العودة إلى سابق مستواه، فمارسوا عليه ضغطا هائلا وحيّدوا خطورته تماما كصانعٍ للعب، فلم تظهر لمساته إلا في بعض الكرات العرضية التي استلمها في منطقة الجزاء، وفي الضربة الحرة المباشرة التي نفذها بمهاراته المعهودة.
ونجحوا كذلك في مراقبة فرناندينيو والذي لم يفلح على الجهة اليسرى حيث تصدّى له الهاشمي ومتولي، ولم ينجح كذلك عند تحوّله إلى الجهة اليمنى حيث اصطدم بالشطيبي والكروشي.
3- محسن ياجور
استحق ياجور لقب رجل المباراة لما قدمه في مجمل اللقاء من أداءٍ عالٍ ولعبٍ جماعيٍ أهّل فريقه إلى الانتصار بنتيجةٍ مشّرفة.
وبينما لم تكن لياجور أي فرصٍ حقيقيةٍ هددت شباك فيكتور في الشوط الأول، إلا أنه كان قادرا على منح فريقه التقدم بتمريراته المتقنة، ونذكر منها مرتدة تراجع فيها، فأخذ الكرة وسلّمها إلى الكروشي المتقدم على الطرف الأيسر والذي لعبها إلى متولي المنفرد بالمرمى، قبل أن تضيع بصورةٍ غريبة.
أما في الشوط الثاني وحين فعّل الرجاء سلاح المرتدات، فكان ياجور هو كلمة السر لفك شيفرة مينيرو، فسرعته مكّنته من استلام الكرة عند تراجعه إلى خط المنتصف والركض بها إلى مناطق الخطورة في ملعب الخصم، حيث تفاوتت بصماته بين التسديد والتمرير غير مستأثرٍ بالكرة لنفسه، فكانت المحصلة هدفا أولا، وضربة جزاءٍ مستحقة حين لم يحسن المدافع ريفير التعامل مع هجمة القنّاص المغربي ضد مرماه.
من العنود المهيري