مونديال حراس المرمى
شهدت مباريات كأس العالم 2014 في البرازيل تألقاً لافتاً لحراس المرمى لدرجة خطفهم الأضواء من نجوم بهتوا في هذا المونديال.
لم يكن أحد يتوقع أن يتصدر الحارس الأميركي تيم هاوارد والجزائري وغيرهم المشهد العام في المونديال، فلا حديث بعد المباريات إلا أن تألق الحارس الفلاني وتصديات الحارس الفلاني.
لعب حراس المرمى دور البطولة في فيلم المونديال البرازيلي، وكانت تصدياتهم وتألقهم عناوين رئيسية في صحف العالم.
وسجل تيم هاوارد رقماً قياسياً خلال مباراة بلجيكا في دور الستة عشر بتصديه لـ(16) تسديدة مباشرة بين الخشبات، وساهم هاوارد بشكل كبير في صمود المنتخب الأميركي حتى اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، بعد تألقه أمام الهجوم البلجيكي الكثيف.
لم يكن هاوارد وحده من خطف الأضواء في دور الستة عشر، فالحارس الجزائري رايس مبولحي قدم للعالم أجمع أفضل صورة للاعب عربي في تاريخ المونديال بعد أن تألق أمام "ماكينات" ألمانيا.
وكان رايس مبولحي قاب قوسين من قيادة محاربي الصحراء إلى ربع نهائي المونديال لو لا عامل اللياقة البدنية التي خانت لاعبي الخضر، حيث تصدى لـ(11) تسديدة مباشرة بين الخشبات.
بعد هاوارد ومبولحي.. بالتأكيد لن أنسى جويرمو اتشوا الحارس المكسيكي الذي أعاد لأذهاننا جورج كامبوس في مونديال أميركا 1994، نجح اوتشوا في الحفاظ على نظافة شباكه في مباراتي الكاميرون والبرازيل وقدم أداء رائعا أمام الأخيرة.
وفي دور الستة عشر انتهى مشوار اتشو مع المونديال أمام هولندا بعد أن أذاق الطواحين المر بتصدياته البارعة قبل أن يتمكن شنايدر ورفاقه في فك عقدة اوتشو.
مانويل نوير.. هل شاهدتم ما فعل الحارس الألماني أمام الهجوم الجزائري؟، لعب نوير دوراً كبيراً في تخطي ألمانيا لعقبة الجزائر في دور الـ16 بعد أن نجح بمفرده تقريبا في الحفاظ على تماسك دفاع فريقه خلال المباراة.
وظهر نوير في أفضل حالاته مع منتخب بلاده وتصدى لسبع تسديدات محققة وأحبط عددا كبيرا من الهجمات المرتدة الخطيرة مسجلا 19 لمسة مدهشة للكرة خارج منطقة الجزاء.
كما قدم كل من فينسن انياما حارس نيجيريا وعلي رضا حقيقي حارس إيران وكيلور نافاس حارس كوستاريكا، مستوى مميز خلال البطولة وأظهروا لمحات رائعة في تصدياتهم.
والمفارقة الكبرى في مونديال البرازيل الغزير بالأهداف هي أن الحراس الكبار أمثال جان لويجي بوفون وايكر كاسياس وجو هارت خرجوا من الباب الضيق للبطولة وفي الوقت الذي تصدر حراس أقل نجومية المشهد في بلاد السامبا.