تحليل - بينيتيز المثابر يصل لريال مدريد أخيراً بعد طريق طويل

انساق رفائيل بينيتيز وراء طموحه الرهيب ليعمل في عدد من أبرز مسابقات الدوري الأوروبية واليوم يعود لبيته في ريال مدريد حيث أوكلت إليه واحدة من أصعب المهام التدريبية في عالم كرة القدم.

وترك بينيتيز نابولي الأسبوع الماضي ليخلف كارلو انشيلوتي الذي أقاله ريال حيث تنتظره متابعة دقيقة من اليوم الأول من الرئيس الثري قليل الصبر فلورنتينو بيريز.

ولم يرحم بيريز انشيلوتي بعد الخروج بلا ألقاب في الموسم المنقضي ليرحل المدرب الإيطالي رغم أنه قاد الفريق للقب العاشر في دوري أبطال اوروبا في أول مواسمه 2013-2014.

وهتفت الجماهير باسم انشيلوتي في المباراة الأخيرة في دوري الدرجة الأولى الإسباني الشهر الماضي حيث توقعت إقالته كما منحه أسلوبه في العمل حب اللاعبين الذين ساندوه للنهاية.

وستكون واحدة من أولى مهام بينيتيز فور عودة اللاعبين للتدريب اكتساب ثقة الفريق خاصة الهداف كريستيانو رونالدو الذي لم يكن يرغب في رحيل انشيلوتي.

وتمنى بينيتيز حينما كان عمره 19 عاما أن يلعب للفريق الثاني لريال مدريد لكن إصابته بتمزق في ركبته أنهت آماله تماما في أن يصبح لاعبا محترفا وكان طبيعيا ان يتحول إلى التدريب نظرا لمهاراته التحليلية.

وقال بينيتيز لصحيفة ماركا هذا الأسبوع "هذا حقيقي. حينما كنت العب قال لي الكثير من زملائي إني اتحدث كثيرا لكني لم أقدر منع نفسي من ذلك."

وأضاف "لم يكن ذلك لتوجيه اللوم لأي شخص كان لأني أرى اشياء لا يراها الاخرون وحاولت أن اقدم اقصى ما لدى للفريق. ولم أفقد أعصابي. لقد كانت مجرد ملاحظات."

وانتقل بينيتيز من تدريب فريق الشباب في ريال مدريد للعمل في اندية متوسطة بإسبانيا وطور من فلسفته التدريبية عبر التقييم المنهجي والدورات التدريبية وتدوين ملاحظاته.

وابتعد عن التدريب عام 1999 لعام واحد لمراقبة المدربين في أوروبا وبعد فترة الراحة بدأ بالنجاح لأول مرة مع تنيريفي ثم النجاح الأكبر في فالنسيا حيث فاز بلقب الدوري مرتين وبلقب كأس الاتحاد الاوروبي.

واشتهر بينيتيز بالنواحي الدفاعية لكنه جذب انتباه الأندية الكبيرة في أوروبا. وفي 2004 انتقل إلى ليفربول.

ولا ينساه جمهور النادي الإنجليزي بعدما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا 2005 لكنه فشل في بناء الفريق وظهر ليفربول وكأنه فقد طريقه عندما غادر بينيتيز عام 2010.

ومنذ هذا الحين ومسيرته غير منتظمة مع تدريب انترناسيونالي وتشيلسي لفترات قصيرة قبل توليه المسؤولية في نابولي.

وتطور اسلوبه في نابولي للهجوم بالدفع بلاعب وسط متقدم خلف المهاجم الصريح الذي لعب دوره دائما جونزالو هيجوين المنتقل من ريال ومن المتوقع أن يقدم كرة قدم ممتعة في ريال.

المثير أنه لا يمكن القول إنه نجح في تطوير نابولي في الوقت الذي فشل فيه الفريق في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

والان مع توفر الدعم المادي في ريال سيكون بينيتيز مطالبا بإعادة البطولات سريعا بينما كان يقول في السابق إنه يفضل النموذج الانجليزي الذي يعطي المدير الفني الوقت. لكن هذا الترف ليس متاحا حاليا.

فموسم جديد بدون لقب كبير على الأقل سيجعل بيريز يبحث عن بديل لبينيتيز المدرب العاشر خلال سنوات رئاسته لأغنى نادي في العالم.

 



مباريات

الترتيب

H