برشلونة هرب من جحيم فيسنتي كالديرون منتصرا

عاد برشلونة بنقطة ثمينة من ملعب فيسنتي كالديرون معقل فريق أتليتكو مدريد، الذي يقدم أفضل مستوياته هذا الموسم مع مدربه الأرجنتيني دييجو سيمويني، وذلك في مباراة قمة جمعت بين الفريقين في الدوري الإسباني.

وربما يرى البعض أن ريال مدريد هو الفائز الأكبر من تعادل الفريقين بصفته صاحب المركز الثالث وأقرب المنافسين لبارسا وأتليتكو، ولكن الحقيقة أن برشلونة هو أكبر الفائزين، بعدما ظل في الصدارة بفارق الأهداف عن ال "روخي بلانكوس" المدريدي.

أقوى فريق في الليجا

يعتبر التعادل الذي حققه برشلونة في ملعب أتليتكو بطعم الفوز، لأنه أفقد الفريق نقطتين فقط أمام أقوى فريق في الدوري الإسباني، كما أبقاه على قمة الترتيب.

أتليتكو مدريد سبق له وأن فاز على ريال مدريد في سانتياجو برنابيو بهدف دييجو كوستا، وحينها قدم ال"روخي بلانكوس" مباراة فنية رائعة بقيادة سيمويني من خلال الاعتماد على المرتدات والتمريرات الطولية، والدفاع وإغلاق المناطق جيداً.

لم يعد أتليتكو الفريق الذي كان يستعد لاستقبال خمسة أو ستة أهداف من برشلونة، ولكنه أصبح يملك تشكيلة مميزة من اللاعبين بقيادة مدير فني مخضرم، قاده لدور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا، وأصبح أحد أضلاع المثلث الذي ينافس على لقب الدوري، الأمر الذي لم نشهده منذ سنوات.

دفاع برشلونة

أبطل دفاع برشلونة - على غير العادة -  بقيادة جوردي ألبا، وخافيير ماسكيرانو، وجيرارد بيكي، مفعول معظم هجمات أتليتكو، والتي اعتمدت على سرعة كوستا واختراقاته والتمريرات العرضية من على حدود المنطقة، والطولية من وسط الملعب، كما أفشل كل محاولات التهديف من الركلات الثابتة والتي تعتبر أحد أهم أسلحة الفريق المدريدي، وأحد أكثر نقاط الضعف للفريق الكتالوني.

رأينا دفاع برشلونة يبعد الكرة إلى التماس والركنية، بعدما كان يضرب به المثل في كيفية استخلاص الكرة من المهاجمين، والتمرير إلى الحارس وعدم التخلص من الكرة إلا في حالات الضرورة القصوى، وهذا يعود إلى الأرجنتيني تاتا مارتينيو، لأن المجموعة ذاتها كانت تطبق نفس الفكر مع المدير الفني السابق بيب جوارديولا.

مباراة مهمة أم حاسمة؟

وكما قيل، فإن مباراة برشلونة وأتليتكو ليست حاسمة، ولكنها مهمة في مشوار الفريقين نحو اللقب، فلو كان الفوز حليفا لأتليتكو مدريد لأصبح من الصعب جداً على برشلونة وريال مدريد اللحاق به وهو متصدر بفارق 3 نقاط على الأقل عن أقرب منافسيه، ونضع في الاعتبار أيضاً الدفعة المعنوية التي سيحصل عليها الفريق في تحقيق حلم غائب عنه منذ سنوات عديدة.

هجوم برشلونة 

في الوقت الذي أدى فيه دفاع برشلونة مهمته، كان سيميوني هو العقل المدبر لفريقه بعدما أغلق كل المنافذ الهجومية على لاعبي برشلونة، فرأينا الفريق يحاول الاختراق عن طريق الثلاثي سيسك فابريجاس (المهاجم)، وبيدرو رودريجيز (يسار) ، واليكس سانشيز (يمين) في الشوط الأول، ثم عن طريق ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا بجانب سيسك في الشوط الثاني.

برشلونة كان قادراً على حسم المباراة في الشوط الثاني، عن طريق مهارة فردية لليو، أو مراوغة وتصويبة من نيمار، ولكننا لم نشاهد جملاً فنية تضرب دفاع "روخي بلانكوس" الصلب، أو تبث الرعب في قلب حارسه  كورتوا.

لاعبان من عالم آخر

لا يمكن أن ننسى الدور الذي قام به أردا توران مع أتليتكو في الوسط، فقط صال وجال دفاعاً وهجوماً ووضع سيرجيو بوسكيتس ورفاقه في مأزق، كما فعل سابقاً مع ريال مدريد في ديربي العاصمة الإسبانية. أما اندرياس انيستا فيعتبر القلب النابض لفريق برشلونة، الذي لا غنى عن لمساته وتمريراته وتحركاته في أرض الملعب، وبالرغم من مشاركة ليو ميسي "العائد من الإصابة" في الشوط الثاني إلا أن الأرجنتيني لم يجد صانع معجزاته الكروية.

وعلى الرغم من كل ما سبق، إلا أن سيميوني راض عن نتيجة التعادل مع برشلونة لأنه في النهاية .. برشلونة.

من أحمد عزيز

 



مباريات

الترتيب

H