الأشخاص من ذوى الأصول الإيطالية.. قنبلة موقوتة في رأس "الآزوري"
روما - على مدار سنوات طويلة، أثار مصطلح "أوريوندو" ويعنى من ذوى الأصول "الإيطالية" جدلا شديدا في إيطاليا منذ بداية إطلاقه على من يحصلون على مواطنة جديدة بفضل الروابط العائلية .
ولكن الجدل أصبح أكثر اشتعالا مع استدعاء اللاعبين المنتمين لهذه الفئة من أجل تمثيل المنتخب الإيطالي (الآزوري).
وضاعف المدرب أنطونيو كونتي المدير الفني للمنتخب الإيطالي من الجدل الدائر بشأن هذا الأمر مع استدعائه لاثنين من لاعبي هذه الفئة في وقت واحد للانضمام إلى قائمة الفريق استعدادا لمباراتي الآزوري المقبلتين.
وسكب كونتي الوقود على النيران من خلال استدعاء البرازيلي إيدر مارتينيز مهاجم سامبدوريا ولاعب الوسط المهاجم الأرجنتيني فرانكو فاسكيز إلى صفوف الآزوري للمرة الأولى استعداد لمباراتى الفريق أمام بلغاريا السبت المقبل في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) وأمام إنجلترا وديا الثلاثاء المقبل.
وأثار استدعاء اللاعبين انقساما حادا في آراء الإيطاليين حيث ولد اللاعبان خارج إيطاليا ولكنهما يستطيعان المشاركة مع الآزوري نظرا لكونهما ينحدران من أصول إيطالية وذلك طبقا لحق الدم (الذي يعرف في اللاتينية بمصطلح إيوس سانجوينيس) الذي يكفله قانون الجنسية بإيطاليا.
ويمكن اكتساب المواطنة الإيطالية أيضا بالزواج من زوج مجنس أو زوجة مجنسة.
وتشبث كثيرون بمبدأ حق الأرض (المعروف بالمصطلح اللاتيني إيوس سولي) منذ انضمام أول شخص من ذوى الاصول الايطالية للآزوري في القرن الماضي وهو الحق الذي يكفل الإطاحة باللاعبين إيدر وفاسكيز من الآزوري.
وتمسك روبرتو مانشيني المدير الفني لانتر ميلان بهذا الحق (إيوس سولي) لدى سؤاله أمس بشأن اختيارات كونتي.
وقال مانشيني "أعتقد أن لاعبا إيطاليا يستحق اللعب للمنتخب الإيطالي، وإذا لم يكن ولد بإيطاليا ، فإنه لا يستحق هذا حتى وإن كان لديه أقارب من إيطاليا".
وأضاف أندريا ماندوليني المدير الفني لفريق فيرونا "إنني مع الإيطاليين الحقيقيين، أرى أن الاشخاص من ذوى الاصول الايطالية شيء يشبه التجربة رغم بدء هذا منذ فترة طويلة للغاية".
وأضاف "نبذل جهدا كبيرا لمساعدة اللاعبين الشبان على البزوغ ثم نفكر في الاشخاص من ذوى الأصول الإيطالية .. سيكون من الأفضل أن نفكر بشكل أكبر في اللاعبين الشبان ".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفتا "لا ريبوبليكا" و"لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطاليتان أن نحو 70 بالمئة من قراء الصحيفتين يتفقون مع رؤية مانشيني وماندورليني وأن بعض المعلقين يشيرون إلى أن الاشخاص من أصل إيطالي يختارون إيطاليا دائما لأنهم لا يحظون بفرصة للعب مع منتخبات الدول التي ولدوا فيها.
ولكن الحقيقة التي يبدو التغاضي عنها واضحا هي ندرة اللاعبين الإيطاليين البازغين في معظم الأندية.
وعلى سبيل المثال ، ضمت تشكيلة انتر لاعبين إيطاليين فقط خلال المباراة التي خسرها الفريق أمس الأول الأحد أمام سامبدوريا صفر/1 بفضل الركلة الحرة التي سددها إيدر نفسه.
ويندب كونتي حظه دائما لندرة اللاعبين الإيطاليين المتميزين ويدافع عن لجوئه للاعبين المولودين خارج إيطاليا.
وقال كونتي "لست أول من يقدم على هذه الخطوة ولن أكون الأخير.. إنها اللوائح وهذه كرة القدم. والناس يثيرون الجدل دائما. أحترم كل الآراء. ولكنني أقول أيضا أنني لا أقدم على شيء غريب مقارنة بالماضي".
وبرهن كونتي على صحة كلامه بمشاركة اللاعبين من ذوى الاصول الايطالية الأرجنتينيين كريستيان ليديسما وجابرييل باليتا ودانيال أوزفالدو وإيوكويل سكيلوتو والبرازيليين تياجو موتا وأماوري ورومولو مع الآزوري في السنوات القليلة الماضية.
ويتذكر كثيرون اللاعب ماورو كامورانيزي (المولود بالأرجنتين) والذي لعب دورا بارزا في فوز الآزوري بلقب مونديال 2006 بألمانيا.
كما أظهرت العديد من وسائل الإعلام صورة من عام 1961 تضم اللاعبين السابقين خوسيه ألتافيني (المولود بالبرازيل) وأنطونيو أنجيليلو وعمر سيفوري (المولودين بالأرجنتين) والذين ساهموا كثيرا في انتصارات الآزوري.
وأوضح ديمتريو ألبرتينيو نجم خط وسط ميلان الإيطالي ونائب رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة أن اللجوء للأشخاص من ذوى الاصول الايطالية أصبح ضرورة لأن شراء اللاعبين الجدد ، والأجانب غالبا ، أصبح سائدا على الاستثمار في تنمية المهارات الشابة المحلية.
وأضاف "نتحدث كثيرا عن اللاعبين الصغار الذين يجب أن ينشأوا تحت رعايتنا ولكن أندية دوري الدرجة الأولى بإيطاليا أبرمت 2500 صفقة انتقالات في السنوات الأخيرة.. نتحدث كثيرا عن الاستثمارات في فرق الشباب ، ولكن الأندية لا تريد هذا بالفعل".
وأكد مارشيلو ليبي المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي الفائز بلقب مونديال 2006 مع الفريق تفضيله الاعتماد على اللاعبين المولودين بإيطاليا ولكنه أضاف أنه لا يجد مشكلة في الاستعانة باللاعبين من ذوى الاصول الايطالية طالما لم ينتهك ذلك القواعد.
