أزمة "فولكس فاجن" تُهدد مستقبل فولفسبورج والكرة الألمانية

فولفسبورج - بات من الواضح أن أكبر أزمة يتعرض لها عملاق صناعة السيارات الألماني "فولكس فاجن" ستضرب إن عاجلا آم آجلا نادي فولفسبورج ولكن المسألة تتعلق إذا كان من الممكن أن يشمل هذا التأثير مجال كرة القدم بصفة عامة في ألمانيا أم لا في ظل وجود شبكة من الصلات والعلاقات المعقدة المتداخلة في هذا الأمر.

يقول المدير الرياضي لفولفسبورج وصيف البوندسليجا الموسم الماضي، كلاوس ألوفس "بكل تأكيد من الواضح أنه داخل هذا الوضع القابل للتطور سوف يكون لنا دور ما".

ولا يمكن توقع التوابع التي سيتعرض لها الفريق، الذي يحصل سنويا على عشرات الملايين من قبل الشركة الأم، خاصة وأن فولكس فاجن لديها في الواقع مشكلات أكثر أهمية من الاهتمام بعلاقتها بعالم كرة القدم، وهي امتلاك نسبة 100% من الشركة.

ويحاول ألوفس التحلي بالهدوء ولكن الشكوك حول احتمالية استمرار إبقاء فولكس فاجن على نفس الدعم بشكل متزايد حيث يؤكد المسؤول "لا داعي للقلق في الوقت الحالي، يجب علينا منح المزيد من الوقت للسيد مولر".

وكان ماتياس مولر رئيس كونسورتيوم فولكس فاجن ترك رسالة في حوار مع جريدة (فرانكفورتر الجماينة تسايتونج) ربما يكون لها تبعات على كرة القدم الألمانية حيث قال "سنجري بحثا دقيقا بخصوص بعض التفاصيل وسنحلل هذا الأمر أيضا".

يذكر أنه بسبب فضيحة الكشف عن التلاعب في اختبارات انبعاثات الغاز من المحركات التي تعمل بالديزل وتنتجها الشركة، سيتوجب على فولكس فاجن فرض اجراءات تقشف قاسية، أخذا في الاعتبار التوقعات بخصوص تعرضها لعقوبات قد تصل إلى مليارات الدولارات.

وأضاف مولر في فولفسبورج أمام 20 ألف عامل في الجمعية العمومية الأولى للشركة عقب الفضيحة التي ظهرت في أيلول / سبتمبر "لهذا السبب سنراجع كل الاستثمارات المخططة، سيتم إلغاء أو تأجيل كل ما هو ليس ضروريا، أنا صادق للغاية، الأمور لن تتقدم بدون اتخاذ تدابير مؤلمة".

على الرغم من هذا بدا ألوفس أكثر هدوء فيما يتعلق بفريقه حيث قال "وفقا لما نعرفه، أعتقد أن الأمر سيذهب في اتجاه أخر، توجد موضوعات أكثر أهمية، الأمر يتعلق بأبعاد مالية أخرى".

ويعد تمويل النادي، الذي ظل يتنامى بشكل مستمر تحت قيادة رئيس (فولكس فاجن) السابق مارتين فينتركورن المعروف بحبه لكرة القدم وقاد الفريق للفوز بلقب البوندسليجا في 2009 والوصافة في 2015 ، ضئيلا للغاية مقارنة بالمبالغ التي قد تضطر الشركة لدفعها كغرامات.

ولكن إذا قرر مولر في مشروعه الجديد للترشيد مراجعة التزامات الشركة مع عالم كرة القدم، فإن ناقوس الخطر لن يدق فقط في فولسفبورج بل في كل قطاعات البوندسليجا.

يشار إلى أن فولكس فاجن بخلاف كونها مالكة نادي فولفسبورج فإن لديها نسبة أسهم عن طريق شركة (أودي) التابعة لها في ناديي بايرن ميونيخ وإنجولشتادت.

وترعى الشركة بخلاف هذا بطولة كأس ألمانيا وإجمالي 16 فريقا محترفا لكرة القدم داخل البلاد، ولكن هذا في مجمله لا يزال أقل من المبلغ الذي تخصصه سنويا لتمويل فولفسبورج.

وكان النادي الألماني قبل تصريحات مولر تعرض بالفعل لتأثير بسبب أزمة فولكس فاجن لأنه بخلاف رحيل الرئيس السابق للشركة، كان قد تأثر برحيل أحد أكبر المهتمين بالنادي داخلها وهو ستيفان جروشيم، مدير القسم الاعلامي وعضو مجلس الرقابة بالنادي.

وكان فينتركورن وجروشيم طورا استراتيجية إعلامية للشركة لم يكن فولفسبورج فيها وحده يحمل أهمية كبرى بل كل عالم كرة القدم الاحترافية في ألمانيا.

في الوقت الحالي أصبح كل من فينتركورن وجروشيم خارج الشركة بالإضافة إلى رئيس القطاع المالي السابق هانز ديتر بتوتش، ومن ثم بات التشكيل الجديد لمجلس الرقابة على فولفسبورج يعتبر محل شك.

ونفذ النادي الألماني في موسم 2015 - 2016 صفقات كبرى مثل شراء كل من أندريه شورله وجوليان دراكسلر بتكلفة اقتربت من 70 مليون يورو، ولكن في ظل الوضع الحالي يصعب معرفة أو تخيل تصديق فولكس فاجن على تكرار مثل هذا الأمر، ليس فقط لأسباب تتعلق بالمال، بل أيضا الصورة التي ستنقل للخارج.

 



مباريات

H