كيف تتعامل الأندية الغاضبة مع قرارات التحكيم "الظالمة"

كيف تتعامل الأندية الغاضبة مع قرارات التحكيم "الظالمة"؟ سؤال مطروح على لجنة الحكام في الاتحاد الإماراتي لكرة القدم التي تتحصن بلوائح داخلية تعاقب من خلالها المدربين والإداريين والأندية لمجرد ردة فعل غاضبة نابعة من شعور بالظلم من أخطاء كارثية للصافرة تتواصل مع كل جولة لدوري الخليج العربي، فيما تقف اللجنة عاجزة عن تصحيح مسار السلك التحكيمي وتستمر في عملها دون حسيب أو رقيب.

وفي الوقت الذي تنتظر الأندية من لجنة الحكام اتخاذ قرارات تساعد على الارتقاء باللعبة بصقل قضاة الملاعب أو إيجاد حلول للحد من الأخطاء المتلاحقة للصافرة، تتفاجأ بأن اللجنة ترفع شكاوى إلى لجنة الانضباط باتحاد الكرة لمعاقبة من ينتقدها أو يحملها مسؤولية تعرضه للخسارة أو الظلم.

وبالفعل، نجحت سياسة لجنة الحكام في التعامل مع منتقديها، إذ ربحت أخيراً الشكوى التي تقدمت بها ضد رئيس شركة كرة القدم بنادي الظفرة خليفة الطنيجي إثر انتقاده لعمل اللجنة وأداء حكم مباراة فريقه مع الأهلي في دوري الخليج العربي، إذ أصدرت لجنة الانضباط قراراً بتغريم الطنيجي مبلغ 30 ألف درهم، وتتجه اللجنة التي يقودها الحكم السابق محمد عمر إلى رفع شكوى جديدة وهذه المرة ضد النادي الأهلي الذي أصدر أخيراً بياناً يرد فيه على الأخطاء المتراكمة للصافرة المحلية والتي كلفته خسائر جمة في الموسم الحالي أبرزها إيقاف حارس مرمى الفريق الأول ماجد ناصر لاتهامه بالبصق على الحكم خلال مباراة العين في الجولة الثامنة من الدوري.

نتساءل، هل يحق للجنة التحكيم الدفاع عن نفسها في كل شاردة وواردة، فيما لا يستطيع أي ناد التفوه بكلمة واحدة عن حرمانه من هدف صحيح أو بطاقة ظالمة أو التعبير عن غضبه من صافرة ظالمة؟ لماذا يُطلب من الأندية الصبر على أخطاء التحكيم كل موسم بينما الأخطاء نفسها تتكرر كل موسم.

وخرج الأهلي عن صمته في بيان لم يخرج به إلا بعد أن صدرت قرارات لجنة الانضباط بمعاقبة حارس مرماه ماجد ناصر بالإيقاف لستة أشهر وتغريمه 200 ألف درهم، لاتهامه عبر "لقطة تلفزيونية" بالبصق على الحكم خلال مباراة العين، الأمر الذي أثار حفيظة النادي الذي انفجر غضباً ولم يترك صغيرة إلا وذكرها في بيانه الذي انتقد بشدة القرارات التحكيمية التي وصفها بأنها "ظالمة"، ووصف فيها الحكم يعقوب الحمادي ب"المتحامل" على لاعبي الأهلي خصوصاً أنه حرمهم من ضربة جزاء وطرد اللاعب التشيلي كارلوس مونوز بداعي تمثيله السقوط داخل المنطقة ثم المدرب الروماني كوزمين لاعتراضه على قرار الحكم وبعدها إداري الفريق أحمد شاه للسبب نفسه.

كان من الأجدى لاتحاد الكرة تشكيل لجنة خاصة تدرس أخطاء التحكيم في كل مباراة وتدرس الحالات الظالمة لرفعها عن اللاعبين المتضررين، مثل حالة مونوز على أقل تقدير، وهذا ما يحصل في الدوري الإسباني الأقوى والأشهر في العالم، وليس إصدار قرارات مشددة ومضاعفة ضد النادي "المتضرر" رغم أن الاتحاد وكل لجانه الفنية والتحليلية تدرك ذلك.

وتعقد لجنة الانضباط باتحاد الكرة، اجتماعاً في الاثنين المقبل، برئاسة المستشار سالم بيهان العامري، للنظر في شكوى لجنة التحكيم ضد بيان الأهلي.
 
أخطاء الصافرة الإماراتية تجاوزت الحدود، وعلى الأندية أن تدعو اتحاد الكرة لعقد اجتماع طارئ، تماماً كالذي دعا إليه الأخير بعد وقوعه في أزمة قيد اللاعبين التي لم تتوقف آثارها السلبية على الكرة الإماراتية بعد، وذلك بما يصب في مصلحة اللعبة بدلاً من المشكلات المتزايدة التي تفقد الأندية واللاعبين وبقية عناصر اللعبة الثقة في جهاز التحكيم الذي قد يتعطل قريباً.

 من محمد الحتو
 



مباريات

H